أُريدَ لهذا الملف أن يكون حلقة وصل بين طلاب أكاديمية نماء على اختلاف تخصصاتهم وانتماءاتهم، وأريد لموضوعه أن يمس جانبا من تمثيلات الطالب الجامعي للفلسفة، في ظل ما افترضناه من انقسام المجتمع حول هذا الفن إلى فئتين؛  فئة ترى أهميتها وضرورتها كأداة محفزة للتفكير، بفضل اليقظة التي تغرسها في الإنسان، والأسئلة والإشكالات التي تعمق النظر والتأمل وتخلق منافذ للتفكير في الذات والوجود، وفريق آخر يعتبرها مصدرا للأفكار المتطرفة التي تهوي بصاحبها إلى سراديب مظلمة وتبعده عن الفكر السليم والمنهج القويم. وجعلنا من هذا الملف فرصة لتمرين طلابنا على الكتابة والتأمل بحرية، بعيدًا عن أي إملاء أو تقييد معوق، للتعرف على أساليبهم في بناء أفكارهم وتصوراتهم ومدى تأثير تخصصاتهم على تمثيل الفلسفة. اخترنا تسع مشاركات متنوعة تمثل تخصصات مختلفة من دبلومات نماء التخصصية، مثل مشاركة الباحثة أسماء الصاعدي من السعودية ممثلة دبلوم اللغة والاتصال والترجمة، ومن دبلوم الفلسفة والمنطق اخترنا مشاركات موسى دومبيا من غينيا، ومريم بنيوسف من المغرب، وأحمد سلطان من الجزائر، وخالد بن عبدالعزيز المنصور من السعودية، أما دبلوم العلوم الإسلامية فمثلهما الباحثان مصطفى العادل من المغرب  وشريف محمد محمود عبدالغني من مصر، فيما مثل الباحثان نصيف ريداوي من المغرب وإسراء عرفات من فلسطين دبلوم العلوم الإنسانية. والحقيقة هي أن هذه الحصيلة المتنوعة مختلفة من حيث الكم والنوع وشكل التناول، والأهم من كل ذلك كله هو مقدار الحرية التي أُتيحت لطلابنا الأكارم لمقاربة هذا الموضوع حتى نتمكن في النهاية من التعرف على النهج المتنوع في التعامل مع هذه القضية؛ وفي تقييم موضوع جدوى أو عدم جدوى الفلسفة في الحاضر والمستقبل. إن ممارسة الكتابة ليست مجرد ترجمة لما يعتمل في الفكر، بل هي عملية إبداعية تشبه بناء عمارة، تحتاج إلى قاعدة سليمة وأسس وتشكيلات قوية تجعل من الكلام المكتوب خطابا متماسكا ومرصوصا بإحكام. ربما لم تصل جميع الإسهامات إلى هذا المستوى بعد، لكن بعضها قدم بالفعل موقفا محترما مبنيا بتناغم كبير وحجج منطقية احترافية. وفي الختام، نشكر كل مُسهِمة ومُسهِم في هذا الملف، ونأمل أن يكون نقطة انطلاق لإعداد ملفات أخرى في المستقبل القريب.

قم بتنزيل الملف عبر: PDF